بريطانيا تتطلع لرؤية تقدم في ملف الصحراء في الأشهر المقبلة وتأمل في تحقيق مزيد من "الوحدة" في شمال إفريقيا

 بريطانيا تتطلع لرؤية تقدم في ملف الصحراء في الأشهر المقبلة وتأمل في تحقيق مزيد من "الوحدة" في شمال إفريقيا
الصحيفة – بديع الحمداني
الخميس 18 دجنبر 2025 - 23:00

أعربت بريطانيا على لسان نائب وزير الدولة في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، هاميش فالكونر، عن تطلع لندن لرؤية تقدم ملموس في ملف الصحراء خلال الأشهر المقبلة، مؤكدا أهمية إنهاء هذا الصراع الطويل الذي يمثل عائقا أمام تحقيق مزيد من الوحدة في شمال إفريقيا.

وجاء تصريح فالكونر كرد على سؤال من النائب أندرو موريسون، عضو حزب المحافظين في البرلمان البريطاني، الذي هنأ الحكومة على تحديث موقف المملكة المتحدة بشأن الصحراء ، وسأل عن الخطوات التي ستتخذها لضمان الحفاظ على التقدم المحرز منذ اتفاقية الشراكة لعام 2019 مع المغرب، وتحسين التجارة الثنائية والأمن المتبادل.

ورد فالكونر، حسب جوابه المنشور على الموقع الرسمي للبرلمان البريطاني "أعلم أن المجلس على دراية بكل من تغيير الموقف بشأن الصحراء الغربية الذي أعلن عنه وزير الخارجية السابق، وتصويتنا في المناقشات الأخيرة لمجلس الأمن بشأن المفاوضات المستقبلية المتعلقة بالصحراء الغربية."

وأضاف فالكونر في ذات الجواب، "يحتفظ المبعوث الخاص للأمم المتحدة، السيد دي ميستورا، بثقتنا الكاملة، وهو يعمل بجد لمحاولة دفع المحادثات قدما"، مؤكدا على أنه "من الضروري محاولة إنهاء هذا الصراع الطويل الأمد والعائق أمام تحقيق مزيد من الوحدة في شمال إفريقيا، ونتطلع إلى رؤية تقدم في الأشهر المقبلة".

جدير بالذكر أن بريطانيا كانت من الدول التي غيرت موقفها من قضية الصحراء لصالح دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع، خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد لامي إلى الرباط في يونيو الماضي، وعقد لقاء مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة في إطار اجتماع الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة.

وكان من أبرز مُخرجات البيان المشترك الموقع في الرباط يوم 1 يونيو 2025، في أعقاب ذلك الاجتماع، هو اعتبار بريطانيا أن مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، هو "الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع".

وأكد البيان أن لندن ستواصل العمل على الصعيدين الثنائي والدولي، بما يشمل التعاون الاقتصادي والإقليمي، انسجاما مع هذا الموقف، لدعم جهود حل النزاع، في تطور يُشكل مكسبا استراتيجيا جديدا للرباط داخل مجلس الأمن الدولي، خصوصا أن المملكة المتحدة تُعد من أعضائه الدائمين.

وقد ظهر هذا الدعم خلال انعقاد مجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر الماضي، بشأن الصحراء، حيث تبنى قرار 2797 الذي يدعو أطراف النزاع إلى التفاوض على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل نزاع الصحراء، وكانت بريطانيا من الدول التي صوتت لصالحه.

كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن المغرب يعمل حاليا على تفصيل وتحيين مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، بعد أن أطلق الملك محمد السادس مسارا تشاوريا واسعا شارك فيه زعماء الأحزاب السياسية الوطنية الممثلة في البرلمان، حيث طلب منهم تقديم مذكرات تضم تصوراتهم التفصيلية حول المقترح تمهيدا للوصول إلى صيغة موحدة للمبادرة في المرحلة المقبلة.

وحسب ما أكدته العديد من المصادر الحزبية لـ"الصحيفة" في وقت سابق، فإن جميع الأحزاب قدمت مذكراته للملك في الأسابيع القليلة الماضية، ويُرجح أن مستشاري الملك يعملون حاليا على دراسة هذه المذكرات للخروج بتصور كامل للمقترح الذي سيقدمه المغرب للأمم المتحدة في الشهور المقبلة من أجل التفاوض عليه.

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...